الإخوان ... قتلة الأطفال!
طابور طويل نوعاً ما أمام شباك حجز تذاكر القطار المتجه من الإسكندرية
إلى القاهرة ... المصطفون قطعوا ملل إنتظار الموظف الذى لم يأت بعد بالنقاش الذى
بدأ هادئاً , ثم شائكاً , ثم حامياً حول الصراع بين الإخوان ( الله يحرقهم من جانب
بعضهم ) , و السيسي ( الله ياخده من الجانب الآخر ) .. لم أشترك فى الحوار بملء
إرادتى , حتى لا تصيب أمي (شتيمة ) أو ينال أبى ( سباً ) هما و أنا فى غني عنه ....
لكن إستعار النقاش دفعنى للتدخل محاولاً التهدئة , غير مبدياً ميولى لأي من
المتناحرين .. لكن و أنا أحاول البحث عن كل كلمات المحبة و التعاطف و التراحم التى
يحويها القاموس لأطفىء ناراً تأججت , إلا أن عاجلنى أحدهم من المعسكر الإنقلابي :
طيب بالله عليك يا أستاذ إحضرنا, و رحمه الغاليين عندك , مين الغلطان فى الموضوع ده
؟؟ .. لم أجد بداً بعد أن حلفنى بالغاليين إلا أن أقول له:
!! أنا لا مع دول و لا مع
دول ... أنا مع الشرعية التى أسقطها العسكر :
: يعنى انت إخوانى ؟
: و ليه أكون إخوانى ؟؟ أنا مصري , و بحب بلدى زيك , لكن شايف الحقيقة اللى انت مش
شايفها
! : شكلك قابض و متظبط تمام
:إتق الله يا أخى , و شوف انت بتقول ايه بالظبط
: إتقوا الله انتم .. مش كفاية قتلتم الأطفال و رميتوهم من فوق السطوح ؟؟؟
...........وجدت النقاش قد إنتقل إلى ملعبي , فتركت الطابور حتى لا يتطور
الى نقاش تشترك فيه الأيدى بدلاً من الألسنة , عازماً على الرجوع مرة أخرى
لحجز التذاكر فى وقت آخر!!!
.......فى التاكسي الذى أقلنى من محطة القطار إلى بيتي , و قد
تملك الغضب من ملامح وجهى , جاءنى صوت السائق:
: صلي ع النبي يا أستاذ .. مالك مكشر أوى ليه كده ؟
: واحد عصبني يا أخى فى محطة القطر
: أكيد إخوانى خروف ... الله يحرقهم كلهم
: و هم عملوا إيه عشان تدعى عليهم كده ؟
: مش كفاية قتلوا الأطفال و رموهم من فوق السطوح ؟
: و انت بقى شفتهم و هم بيعملوا كده ؟؟
: أل لال لال لالّه !!!! انت باين عليك منهم ؟
: أيوة يا سيدى !! أنا منهم !! عندك مانع ؟
أيوة عندى مانع .. اتفضل انزل و ورينى عرض اكتافك!! !!
.... نزلت و أنا أضرب
كفاً بكف على ما استحال إليه حال البلد و الناس .. مضيت قليلاً فى إتجاه ( كشك )
للمجلات و الجرائد , حتى أجمع ( كما تعودت فى السابق ) بعضاً من الجرائد و المجلات
, أطالعها فى نهاية اليوم , في بلكونة بيتى اللى هواها يرد الروح .... الجرائد قد
وضعها صاحب الكشك متراصة جنب بعضها حتى يمكنك مطالعه كل ( المانشيتات ) فى آن
واحد..
الأهرام : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
الأخبار : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
الجمهورية : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
الوفد : الإخوان .. قاتلى الأطفال .. بيرموهم
من فوق السطوح !!!!
اليوم السابع : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
صوت الأمة : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
النبأ : الإخوان .. قاتلى الأطفال .. بيرموهم
من فوق السطوح !!!!
: هو فيه إيه يا حاج بالظبط ؟
: خير يا أستاذ !! فيه إيه ؟
: أبداً .. بس أنا ملاحظ إن كل الجرايد متفقه على عنوان واحد بس !!!
: آآآآه .. قلتى لى ... هو انت منهم ؟
: هو يعنى لو أنا منهم , أبقى كفرت ؟
: طبعاً كفرت !! مش كفاية قتلتوا الأطفال و رميتوهم من فوق السطوح ؟؟
: يا حاج هو انت شفت الفيديو كله ؟؟ .. أولاً دول مش أطفال !! دول شوية عيال شُحُطه
!! و هم اللى كانوا بيضربوا بالخرطوش من فوق السطوح و بيرموا قنابل مولوتوف !!! ..و
ثانياً اللى اترمى واحد من اللى طلعوا لهم فوق و هم اللى رموه , مش هو اللى رماهم !!
طيب إمشي بقى من قدامى الساعه دى بدل ما أطلع بوز أمك ! :
......... إنصرفت حفاظاً على ( بوز ) أمى , و حفاظاً على ماتبقى لدى من هيبة ,
لم يشهد ( بهدلتها ) من أعرفهم و يعرفونى !!
مضيت فى حال سبيلي و أنا ألعن اللحظة التى ( طولت ) فيها لساني و إشتركت فيما لم يكن لي
أن أشترك فيه من نقاش ... أغمضت عيني .. و ملأت صدرى بنفس عميق من هواء إسكندرية
المنعش , و أعطيت الحرية الكاملة لأرجلى أن تحملانى و تذهب بي إلي بيتى و لو إستغرق
الأمر ساعات ... بعد وصولي إلي بيتى , وجدت عبد الله , بواب العمارة , جالساً على
أريكته, و بيده جورنال , و قد انهمك فى متابعته .
: ماشاء الله يا عبد الله .. ده إيه الثقافة اللى نزلت عليك مرة واحده دى ؟
: هههههه أهو بنتسلي يا دكتور
: طيب يا سيدى .. ربنا يبسطك .. طيب ما تضحكنى معاك كده أصل أنا متعكنن
: و ده مين اللى عكنن عليك بس يا دكتور ؟
اتخانقت مع سواق التاكسي و مع ناس فى محطة القطر و مع بياع الجرايد ! :
: أكيد إخوان يا دكتور ... ربنا يخلصنا منهم اللى قتلوا الأطفال و رموهم من فوق السطوح !
: طيب إمشي من قدامى الساعه دى يا عبد الله بدل ما أطلع بوز أمك !
....إنصرف عبد الله مهرولاً , و قد تملكته الدهشة من أسلوب الدكتور الذى أصبح يتكلم بلغة
جديدة لم يعهدها عليه قبل ذلك !!
طابور طويل نوعاً ما أمام شباك حجز تذاكر القطار المتجه من الإسكندرية
إلى القاهرة ... المصطفون قطعوا ملل إنتظار الموظف الذى لم يأت بعد بالنقاش الذى
بدأ هادئاً , ثم شائكاً , ثم حامياً حول الصراع بين الإخوان ( الله يحرقهم من جانب
بعضهم ) , و السيسي ( الله ياخده من الجانب الآخر ) .. لم أشترك فى الحوار بملء
إرادتى , حتى لا تصيب أمي (شتيمة ) أو ينال أبى ( سباً ) هما و أنا فى غني عنه ....
لكن إستعار النقاش دفعنى للتدخل محاولاً التهدئة , غير مبدياً ميولى لأي من
المتناحرين .. لكن و أنا أحاول البحث عن كل كلمات المحبة و التعاطف و التراحم التى
يحويها القاموس لأطفىء ناراً تأججت , إلا أن عاجلنى أحدهم من المعسكر الإنقلابي :
طيب بالله عليك يا أستاذ إحضرنا, و رحمه الغاليين عندك , مين الغلطان فى الموضوع ده
؟؟ .. لم أجد بداً بعد أن حلفنى بالغاليين إلا أن أقول له:
!! أنا لا مع دول و لا مع
دول ... أنا مع الشرعية التى أسقطها العسكر :
: يعنى انت إخوانى ؟
: و ليه أكون إخوانى ؟؟ أنا مصري , و بحب بلدى زيك , لكن شايف الحقيقة اللى انت مش
شايفها
! : شكلك قابض و متظبط تمام
:إتق الله يا أخى , و شوف انت بتقول ايه بالظبط
: إتقوا الله انتم .. مش كفاية قتلتم الأطفال و رميتوهم من فوق السطوح ؟؟؟
...........وجدت النقاش قد إنتقل إلى ملعبي , فتركت الطابور حتى لا يتطور
الى نقاش تشترك فيه الأيدى بدلاً من الألسنة , عازماً على الرجوع مرة أخرى
لحجز التذاكر فى وقت آخر!!!
.......فى التاكسي الذى أقلنى من محطة القطار إلى بيتي , و قد
تملك الغضب من ملامح وجهى , جاءنى صوت السائق:
: صلي ع النبي يا أستاذ .. مالك مكشر أوى ليه كده ؟
: واحد عصبني يا أخى فى محطة القطر
: أكيد إخوانى خروف ... الله يحرقهم كلهم
: و هم عملوا إيه عشان تدعى عليهم كده ؟
: مش كفاية قتلوا الأطفال و رموهم من فوق السطوح ؟
: و انت بقى شفتهم و هم بيعملوا كده ؟؟
: أل لال لال لالّه !!!! انت باين عليك منهم ؟
: أيوة يا سيدى !! أنا منهم !! عندك مانع ؟
أيوة عندى مانع .. اتفضل انزل و ورينى عرض اكتافك!! !!
.... نزلت و أنا أضرب
كفاً بكف على ما استحال إليه حال البلد و الناس .. مضيت قليلاً فى إتجاه ( كشك )
للمجلات و الجرائد , حتى أجمع ( كما تعودت فى السابق ) بعضاً من الجرائد و المجلات
, أطالعها فى نهاية اليوم , في بلكونة بيتى اللى هواها يرد الروح .... الجرائد قد
وضعها صاحب الكشك متراصة جنب بعضها حتى يمكنك مطالعه كل ( المانشيتات ) فى آن
واحد..
الأهرام : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
الأخبار : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
الجمهورية : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
الوفد : الإخوان .. قاتلى الأطفال .. بيرموهم
من فوق السطوح !!!!
اليوم السابع : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
صوت الأمة : الإخوان .. قاتلى الأطفال ..
بيرموهم من فوق السطوح !!!!
النبأ : الإخوان .. قاتلى الأطفال .. بيرموهم
من فوق السطوح !!!!
: هو فيه إيه يا حاج بالظبط ؟
: خير يا أستاذ !! فيه إيه ؟
: أبداً .. بس أنا ملاحظ إن كل الجرايد متفقه على عنوان واحد بس !!!
: آآآآه .. قلتى لى ... هو انت منهم ؟
: هو يعنى لو أنا منهم , أبقى كفرت ؟
: طبعاً كفرت !! مش كفاية قتلتوا الأطفال و رميتوهم من فوق السطوح ؟؟
: يا حاج هو انت شفت الفيديو كله ؟؟ .. أولاً دول مش أطفال !! دول شوية عيال شُحُطه
!! و هم اللى كانوا بيضربوا بالخرطوش من فوق السطوح و بيرموا قنابل مولوتوف !!! ..و
ثانياً اللى اترمى واحد من اللى طلعوا لهم فوق و هم اللى رموه , مش هو اللى رماهم !!
طيب إمشي بقى من قدامى الساعه دى بدل ما أطلع بوز أمك ! :
......... إنصرفت حفاظاً على ( بوز ) أمى , و حفاظاً على ماتبقى لدى من هيبة ,
لم يشهد ( بهدلتها ) من أعرفهم و يعرفونى !!
مضيت فى حال سبيلي و أنا ألعن اللحظة التى ( طولت ) فيها لساني و إشتركت فيما لم يكن لي
أن أشترك فيه من نقاش ... أغمضت عيني .. و ملأت صدرى بنفس عميق من هواء إسكندرية
المنعش , و أعطيت الحرية الكاملة لأرجلى أن تحملانى و تذهب بي إلي بيتى و لو إستغرق
الأمر ساعات ... بعد وصولي إلي بيتى , وجدت عبد الله , بواب العمارة , جالساً على
أريكته, و بيده جورنال , و قد انهمك فى متابعته .
: ماشاء الله يا عبد الله .. ده إيه الثقافة اللى نزلت عليك مرة واحده دى ؟
: هههههه أهو بنتسلي يا دكتور
: طيب يا سيدى .. ربنا يبسطك .. طيب ما تضحكنى معاك كده أصل أنا متعكنن
: و ده مين اللى عكنن عليك بس يا دكتور ؟
اتخانقت مع سواق التاكسي و مع ناس فى محطة القطر و مع بياع الجرايد ! :
: أكيد إخوان يا دكتور ... ربنا يخلصنا منهم اللى قتلوا الأطفال و رموهم من فوق السطوح !
: طيب إمشي من قدامى الساعه دى يا عبد الله بدل ما أطلع بوز أمك !
....إنصرف عبد الله مهرولاً , و قد تملكته الدهشة من أسلوب الدكتور الذى أصبح يتكلم بلغة
جديدة لم يعهدها عليه قبل ذلك !!