المباراة
المباراة ستبدأ في الرابعة بعد العصر ... و مع ذلك كالحيوانات تم تحميلنا على متن عربات نقل عسكرية , أقلتنا من مركز التدريب فى ( الهايكستب ) إلى مدرجات إستاد الكلية الحربية المكشوفة منذ التاسعة صباحاً دون أن ننبس ببنت شفة !!! ... و كيف يكون لنا ذلك و نحن ( عساكر بعاكيك ) لا يحق لنا الشكوى !! .... فنحن فى قانون الجيش أشياء متحركة لا يحق لها سوى التنفيذ ... و التنفيذ فقط ، حتى انه يحق لأى ضابط أن ( يولع ) في أي عسكرى لعمل كوب من الشاى إذا لم يجد شيئاً( يولع ) فيه!!!
.. مضت الساعات و الدقائق ثقالِ جداً و الشمس تسمرت فوق الرؤوس .... غرق كل منا فى عرقه فانبعثت روائحه تعبق المكان , مختلطه بروائحٍ اخرى لا تخطئها الأنف ، أغلب الظن أنها من جراء إنتفاخ البطون من وجبة البيض و الفول الصباحية الحتمية ، و لأن البطون ليست أوسع من الخلاء , فلم تتحمل الكتمان أكثر من ذلك !!! .
مع مرور الوقت تشابهت أشكالنا جميعا ، فكلنا تتصبب عرقاً ... و كلنا أسود وجهه من حراره الشمس التى تلفح الوجوه .. و كلنا نلبس نفس الزى العسكرى المموه ،فلم نعد نعرف من هذا و من ذاك !!!
.. إلى أن بدأت تباشير المباراه ، حيث إنطلق صوت مذيع عسكرى حنجورى يهز جنبات الإستاد ، يعلن فيه عن بدء مهرجان الأخوة و الصداقة بين منتخب مصر العسكرى و منتخب ليبيا العسكرى .. هاجت الجماهير فى الإستاد ( بالأمر ) ، حيث كان على رأس كل مجموعة منا فرد من أفراد الشرطة العسكرية ... يأمرنا فنقف .... و يأمرنا فنشجع ...... و يأمرنا فنغنى ..... و يأمرنا فنصفق ..... و لم يأمرنا مره واحده باستراحة قصيرة !!
لحظات من الحركة بدأت تدب داخل أرض الملعب الخاوى منذ الصباح ، حيث جاء بعض العاملين يقومون بوضع علب ينبعث منها دخان كثيف فى بقعٍ معينة من الملعب ... علبة عند منتصف الملعب .... و أخرى عند نقطة ضربه الجزاء ... و أخريات عند نقاط الضربات الركنية و هكذا ...
لم نرهق عقولنا المرهقة أصلاً فى التفكير لماذا هذا الإجراء .... لكنهم ما كادوا أن انتهوا إلا و قد جاء مرة أخرى الصوت العسكرى الحنجورى لمذيع الإستاد :
و الآآآآآاااااااان ، موعدكم مع فقره القفز بالمظلااااااات ......... الفريق المصري العسكرييييييييييييي للقفز بالمظلااااااااات ..... و الفااااااااااائز ببطووووووله العااااالم الماااااضيه ........... سيقفز من ارتفاع خمسه آلاااااااااااااااف متر ...... و سينزل كل بطل منهم على نقطه الدخااااااااااااااان !!!
........ سكت هو ليحل محله الصوت الحنجورى الاخر لفرد الشرطة العسكرية قائد مجموعتنا :
: شجع يا بعكوك يا نمرة يا مصدِّي إنت وهو !!
إرتجت جوانب الإستاد بتشجيع صاخب بالأمر المباشر ... ثم ما هى إلا لحظات حتى إستقرت طائرة هليوكوبتر فى أعلى أعلي سماء الإستاد و قد سرقت كل العيون التى أبت أن ترمش حتى لا تفوتها لحظه القفز !!
تعالت صيحات أحدهم من زملائنا البعاكيك أصحاب ( الستة على ستة )
: أهُم يالَه ... أهم ... نطّوا أهم !!!
... البعض الاخر وأنا منهم من أصحاب النظر( الشيش بيش ) لم يتمكنوا من رؤيتهم , بل اكتفوا بالحملقه أكثر و أكثر علنا نرى ما يراه أصحاب ( الستة على ستة) ! ... لكنها ما هى إلا لحظات حتى رأيناهم كلنا جميعاً !!
... كانوا بحجم الذباب ..... سبعه .. لعلهم تسعه ......يبدو أنهم إحدى عشر ... إقتربوا أكثر فأصبحوا بحجم الصراصير .... ثم فئراناً ... ثم قططاً ... الان هم سته ... بالضبط ستة .. هاجت المدرجات أكثر .. و كلما تضخم حجمهم ، تضخم الهتاف الطبيعي أكثر و أكثر ، إلى أن بدأ يتشكل بعضهم بهيئتهم الإنسانيه التى نعرفها !
.. مع إقتراب أولهم فوق الإستاد مباشرة .. إنطلق صوت المذيع العسكرى الحنجورى و قد شارف على الجنون :
: هاااااااااااااااااااااااااااذاااااااااااااااا هواااااااااااااااااااا البطل الأوللللللللللللللل ... سينزل مبااااااااااااااااااااشرة على نقطة نصف الملعببببببببببببببببببببب ... سترون بأنفسكم الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن .
إقترب ( البطل الأول ) و الذى أعلن المذيع أنه سينزل على نقطه المنتصف ...... لكنه نزل خلف المرمي !!!
و إقترب البطل الثانى المقدر له النزول على نقطة الجزاء كما أعلن الحنجورى ... لكنه نزل فى المقصورة الرئيسية !!!
و البطل الثالث , فضل عدم النزول , حيث تعلقت أحبال مظلته بالأسياخ الحديدة للمدرجات العلوية !!
أما الباقون فلم يتضخموا ....... بل ظلوا على نفس هيئتهم الغير واضحه ... مبتعدين تماماً عن الإستاد ....... و محيط الإستاد !!!!
فى اليوم التالى قرأنا فى الصحف أن أحدهم نزل فى العباسيه !!
و آخر فى طريق مصر إسكندريه الصحراوى !!!
و الأخير لم يستدل عليه بعد!!!!
المباراة ستبدأ في الرابعة بعد العصر ... و مع ذلك كالحيوانات تم تحميلنا على متن عربات نقل عسكرية , أقلتنا من مركز التدريب فى ( الهايكستب ) إلى مدرجات إستاد الكلية الحربية المكشوفة منذ التاسعة صباحاً دون أن ننبس ببنت شفة !!! ... و كيف يكون لنا ذلك و نحن ( عساكر بعاكيك ) لا يحق لنا الشكوى !! .... فنحن فى قانون الجيش أشياء متحركة لا يحق لها سوى التنفيذ ... و التنفيذ فقط ، حتى انه يحق لأى ضابط أن ( يولع ) في أي عسكرى لعمل كوب من الشاى إذا لم يجد شيئاً( يولع ) فيه!!!
.. مضت الساعات و الدقائق ثقالِ جداً و الشمس تسمرت فوق الرؤوس .... غرق كل منا فى عرقه فانبعثت روائحه تعبق المكان , مختلطه بروائحٍ اخرى لا تخطئها الأنف ، أغلب الظن أنها من جراء إنتفاخ البطون من وجبة البيض و الفول الصباحية الحتمية ، و لأن البطون ليست أوسع من الخلاء , فلم تتحمل الكتمان أكثر من ذلك !!! .
مع مرور الوقت تشابهت أشكالنا جميعا ، فكلنا تتصبب عرقاً ... و كلنا أسود وجهه من حراره الشمس التى تلفح الوجوه .. و كلنا نلبس نفس الزى العسكرى المموه ،فلم نعد نعرف من هذا و من ذاك !!!
.. إلى أن بدأت تباشير المباراه ، حيث إنطلق صوت مذيع عسكرى حنجورى يهز جنبات الإستاد ، يعلن فيه عن بدء مهرجان الأخوة و الصداقة بين منتخب مصر العسكرى و منتخب ليبيا العسكرى .. هاجت الجماهير فى الإستاد ( بالأمر ) ، حيث كان على رأس كل مجموعة منا فرد من أفراد الشرطة العسكرية ... يأمرنا فنقف .... و يأمرنا فنشجع ...... و يأمرنا فنغنى ..... و يأمرنا فنصفق ..... و لم يأمرنا مره واحده باستراحة قصيرة !!
لحظات من الحركة بدأت تدب داخل أرض الملعب الخاوى منذ الصباح ، حيث جاء بعض العاملين يقومون بوضع علب ينبعث منها دخان كثيف فى بقعٍ معينة من الملعب ... علبة عند منتصف الملعب .... و أخرى عند نقطة ضربه الجزاء ... و أخريات عند نقاط الضربات الركنية و هكذا ...
لم نرهق عقولنا المرهقة أصلاً فى التفكير لماذا هذا الإجراء .... لكنهم ما كادوا أن انتهوا إلا و قد جاء مرة أخرى الصوت العسكرى الحنجورى لمذيع الإستاد :
و الآآآآآاااااااان ، موعدكم مع فقره القفز بالمظلااااااات ......... الفريق المصري العسكرييييييييييييي للقفز بالمظلااااااااات ..... و الفااااااااااائز ببطووووووله العااااالم الماااااضيه ........... سيقفز من ارتفاع خمسه آلاااااااااااااااف متر ...... و سينزل كل بطل منهم على نقطه الدخااااااااااااااان !!!
........ سكت هو ليحل محله الصوت الحنجورى الاخر لفرد الشرطة العسكرية قائد مجموعتنا :
: شجع يا بعكوك يا نمرة يا مصدِّي إنت وهو !!
إرتجت جوانب الإستاد بتشجيع صاخب بالأمر المباشر ... ثم ما هى إلا لحظات حتى إستقرت طائرة هليوكوبتر فى أعلى أعلي سماء الإستاد و قد سرقت كل العيون التى أبت أن ترمش حتى لا تفوتها لحظه القفز !!
تعالت صيحات أحدهم من زملائنا البعاكيك أصحاب ( الستة على ستة )
: أهُم يالَه ... أهم ... نطّوا أهم !!!
... البعض الاخر وأنا منهم من أصحاب النظر( الشيش بيش ) لم يتمكنوا من رؤيتهم , بل اكتفوا بالحملقه أكثر و أكثر علنا نرى ما يراه أصحاب ( الستة على ستة) ! ... لكنها ما هى إلا لحظات حتى رأيناهم كلنا جميعاً !!
... كانوا بحجم الذباب ..... سبعه .. لعلهم تسعه ......يبدو أنهم إحدى عشر ... إقتربوا أكثر فأصبحوا بحجم الصراصير .... ثم فئراناً ... ثم قططاً ... الان هم سته ... بالضبط ستة .. هاجت المدرجات أكثر .. و كلما تضخم حجمهم ، تضخم الهتاف الطبيعي أكثر و أكثر ، إلى أن بدأ يتشكل بعضهم بهيئتهم الإنسانيه التى نعرفها !
.. مع إقتراب أولهم فوق الإستاد مباشرة .. إنطلق صوت المذيع العسكرى الحنجورى و قد شارف على الجنون :
: هاااااااااااااااااااااااااااذاااااااااااااااا هواااااااااااااااااااا البطل الأوللللللللللللللل ... سينزل مبااااااااااااااااااااشرة على نقطة نصف الملعببببببببببببببببببببب ... سترون بأنفسكم الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن .
إقترب ( البطل الأول ) و الذى أعلن المذيع أنه سينزل على نقطه المنتصف ...... لكنه نزل خلف المرمي !!!
و إقترب البطل الثانى المقدر له النزول على نقطة الجزاء كما أعلن الحنجورى ... لكنه نزل فى المقصورة الرئيسية !!!
و البطل الثالث , فضل عدم النزول , حيث تعلقت أحبال مظلته بالأسياخ الحديدة للمدرجات العلوية !!
أما الباقون فلم يتضخموا ....... بل ظلوا على نفس هيئتهم الغير واضحه ... مبتعدين تماماً عن الإستاد ....... و محيط الإستاد !!!!
فى اليوم التالى قرأنا فى الصحف أن أحدهم نزل فى العباسيه !!
و آخر فى طريق مصر إسكندريه الصحراوى !!!
و الأخير لم يستدل عليه بعد!!!!