الملعب الترابي لمدرسة قرية ( منية المرشد ) , مكتظ عن آخره بجموع
المشاهدين المتحمسين من أهل القرية, لمتابعة مباريات كرة القدم فى الدورة السنوية
المقامة فى نفس الوقت من كل عام ... فريق
( سنديون ) , كان له وضع خاص , و اعتبار خاص , كونه المستحوذ على كأس البطولة فى
السنوات الأخيرة ... ليس فقط لمهارات لاعبيه و جمال أدائهم , بل لكونه الفريق
الأوحد الذى كان ( مِطقَّم ) ... يلبسون نفس الزى ... فانلة زرقاء و شورت أحمر و
شراب أحمر .. ينتعلون أحذية كرة قدم حقيقية
لها بروزات من أسفلها , و ليست أحذية ( باتا ) القماشية, كما ينتعل معظم لاعبي
الفرق الأخرى ..
دخل بنا الأتوبيس المخصص لنقلنا من قِبَل المجلس المحلى لقرية ( سنديون ) , و الذى أكمل صورة الفريق المهم , صاحب الأتوبيس المخصوص , إلى ساحة الملعب الخلفية .. عاصفة من التصفيق و الصفير عمت أرجاء الملعب فور أن شاهدوا أتوبيس الفريق المميز .. نكهه البطولة .. ثم علا الصفير و الهتافات أكثر و أكثر فور أن بدأنا فى النزول من الأتوبيس لاعباً لاعبا , و قد راح الجميع ينادون على كل لاعب بإسمه .. فكل اللاعبين كانوا ناراً على علم .. ( جمال البنا ) صاحب مهارة إمتصاص الكرة على صدره و لا الخطيب فى زمانه ... ( عبد المجيد خنيفر).. الكابتن.. صاحب التسديدات الصاروخية التى لايراها الحارس إلا و هى تزغرد فى شباكه ... ( أحمد رفاعى ) أمهر من لعب ( الدبل كيك )... ( خالد شحاتة ) الذى يستطيع مراوغة ثلاثة لاعبين فى نصف متر .. ( عصام الفوي ) المدافع الصلد قاطع الماء و النور عن كل مهاجمى الفرق الأخرى .... و ( مصطفى عبد الله ) حارس المرمي ( الأستك ) ذو الحركات البهلوانية .
كانت هناك مباراه تجرى على أرض الملعب , و مباراتنا كانت التالية ضد فريق قرية ( كوم دميس ) !!
لم يسمع أياً منا عن هذه القرية قبل ذلك و لا عن فريقها ... لا يهم .. فنحن لم نضع فى حساباتنا قبل ذلك أى فريق .. نحن الفريق البطل .. الآخرون هم من يجب أن يعملوا لنا ألف حساب و حساب .
بدأنا التدريبات و التسخين فى الساحة الممتدة خلف الملعب , وسط صيحات الجماهير التى تتعالى بين كل لحظة و أخرى , تفاعلاً مع لعبة جميلة أو هدف يتم إحرازه فى المباراه التى تجرى الآن على أرض الملعب ... كرنفال مكتمل الأوجه كان يجرى فى ساحة المدرسة الكبيرة .. جماهير متحمسة من أهل القرية و القرى المجاورة ... فلاحون عادوا من حقولهم ... عمال أنهوا وردياتهم ... طلاب انتهوا من دراستهم ... أشكال و اطياف مختلفة إكتظ بهم ملعب المباراه تماماً عن آخره , و الكل قد أوجد لنفسه مكاناً يمكنه من متابعة المباراة على أفضل وجه .. إلا بعض الأشخاص, قد إنصرفوا تماماً عن الملعب و ما فيه .. اتخذوا مكاناً تحت ظل شجرة , مفترشون الأرض , ملتفون حول ( شيشة ) , و قد غطتهم سحب الدخان المتصاعدة منها .. يلبسون جميعاً ( جلابيب ) فلاحى , و يتعممون بعمامات كبيرة , ملتفة فوق رؤوسهم كثعبان يتجاوز طوله الثلاثة أمتار على الأقل !
دقائق و جاءت صفارة إنتهاء المباراه المقامة على أرض الملعب , ليأتى بعدها صوت المذيع فى الميكروفون المثبت فوق المدرسة , يعلن عن المباراه القادمة بين فريقي ( سنديون ) , و ( كوم دميس ) .
نزلنا الملعب فى طابور منظم , وسط تشجيع جنونى من الجماهير المتلهفة لرؤية نجوم و أبطال الدورات السابقة , يتقدمنا عبد المجيد خنيفر كابتن الفريق .. لنتجه كما تعودنا إلى دائرة المنتصف , نكون دائرة يتوسطها مصطفى عبد الله حارس المرمى لنقرأ الفاتحة , ثم دعاء بالتوفيق و النصر إن شاء الله .
توجهنا لتحية الجماهير المتعطشة لوجبة دسمة من الفن الكروى كما عودناها كل عام , ثم انصرفنا الى داخل نصف ملعبنا فى تمرينات فردية ... لكن لفت انتباهنا عدم وجود فريق كوم دميس فى أرض الملعب !!
: شكلنا حنفوز بالانسحاب ياولاد .. كوم دميس شكلهم ما جوش
قالها الكابتن عبد المجيد خنيفر , و الابتسامة على شفتيه .... و يبدو أن مذيع المباراه قد لاحظ ايضاً عدم وجودهم , فنادى عليهم مرة أخرى :
: فريق كووم دميس ... فريق كووووووم دميييييييييييييس ..فريق كوووووووووووم
و قبل أن يكمل ( دميس ) , نزل إلى الملعب فى عشوائية , مجموعة مدخنى ( الشيشة ) !!!
تسمرنا فى أماكننا من الدهشة .. أهؤلاء هم فريق كوم دميس !!!
تجمعوا بجانب المرمي المقابل , بجلابيبهم و عماماتهم , ثم ما لبثوا أن نزعوها , و طوحوا بها خلف المرمى , باقين فقط بملابسهم الداخلية !!! .... فانلة بيضاء مكرمشة بنصف كم .. و شورت فلاحى يناهز ركبهم .. حفاه لا يرتدون أى حذاء !.
جمعنا الكابتن عبد المجيد فى عجالة قائلاً : فرصة و جات لغاية عندكم يا رجالة ... مش حتلاقوا فريق تانى تتمرنوا عليه زى الفرقة دي ... شايفين الناس بيشجعوكم إزاى و منتظرين منكم إيه !! ... فرحوهم على قد ما تقدروا .... خمسة دبل كيك يابو حميد على الأقل ... مش أقل من هاتريك يا جمال ... رقص يا خالد براحتك ..مش أقل من نص دسته إجوان النهاردة ... ياللا يا رجالة ... ياللا !
نادى الحكم على الفريقين , لنصطف فى مواجهه بعضنا البعض , و لأول مرة نرى ملامحهم عن قرب .. لونهم أقرب إلى السواد .. التعاريج و الحبوب و التقيحات المزمنة تملأ وجوههم ..عيونهم مصفرة ...أجسادهم نحيلة ... سيقانهم جلد على عضم تمامأ !!
إبتدأت المباراه , و إبتدأ معها الإستعراض الكروى على أعلى مستوى .. أول كرة استلمتها , راوغت بها لاعباً منهم , ب ( تعليقة ) من فوق رأسه , حيث اندفع بلا فرامل , منكفئاً على وجهه يلعق التراب , وسط صيحات الجماهير الممنية نفسها بفواصل من كل فنون الكرة .... لم أكد أتخلص من اللاعب الأول , إلا و وجدت الثانى يهجم عليّ بلا هوادة , راوغته بحركة تمويهية بجسدى أطاحت به يميناً قبل أن أنطلق بالكرة يساراً , لأجد اللاعب الأول قد نهض فى سرعة عجيبة !! .. حاولت أن أمرر الكرة لخالد شحاتة , لكن قطعها منى اللاعب الثانى الذى فوجئت به بين أرجلى !!
تحولت المباراه بعد لحظات إلى مباراه غريبة , أحسسنا فيها أن عدد لاعبي كوم دميس , ضعف عدد لاعبينا !! .. لا تكاد تمر من لاعب , إلا و جاءك من تحت الأرض إثنان غيره !!
لم نستطع أن نجاريهم فى خشونتهم .. و لا فى إندفاعهم .. و لا فى طريقة لعبهم العشوائية .. و لا فى لياقتهم البدنية العالية , حيث كانوا مثل ( توم هانكس ) فى فيلمه الشهير ( فورست جامب ) .. لا يعرفون شيئاً غير الجري ثم الجري ثم الجري بلاتعب و لا كلل ... رأينا منهم طريقة جديدة للعب كرة القدم غير التى نعرفها .. كرة لا تلعب بالقدم فقط , بل بالقدم و البطن و الظهر و كل ما تيسر من الجسد , حتى أن احدهم احرز الهدف الأول بوجهه جراء كرة عرضية شاطها زميله بساق قدمه !!
حاول عبد المجيد أن يعدل الوضع المقلوب بسرعة , فهيأ كرة لنفسه مستعداً لإطلاق إحدى صواريخه المعروفه نحو الشباك , لكن إنقض عليه أحد ( محاربى ) كوم دميس قاطعاً الكرة , و معها قدم عبد المجيد , ليخرج الكابتن محمولاً خارج الملعب , قبل أن يعود مرة أخرى برجل و نص !!
إنتهى الشوط الأول بمفاجأه مدوية بتقدم كوم دميس بهدف نظيف على الفريق البطل ... و بين الشوطين صاح فينا عبد المجيد : ايه يارجاله .. فيه ايه !!! ... انتوا الابطال و دول ما عندهمش فكرة عن الكورة ... ياللا فرجوا الناس اللى جايين عشانكم .. ياللا !!
ألهبت كلمات الكابتن عبد المجيد حماستنا , لننزل الملعب فى الشوط الثانى يملؤنا الإصرار على تعويض خيبة الشوط الأول, محاولين لملمة بعض من كرامة الفريق البطل التى أهال عليها فريق كوم دميس التراب ... إبتدأ الشوط بداية مبشرة بكرة عرضية من جمال البنا , قابلتها مقصية ( دبل كيك ) داخل شباك الفريق العتيد ... أخرج الهدف الأصوات المكتومة من الحناجر , ليلتهب الملعب تماماً , و استعد الجمهور لعودة الفريق البطل بكل ثقله بعد لملمة أوراقه المبعثرة ..... جرينا كما لم نجرِ من قبل .. و تحولت ساحة الملعب إلى سحب من الغبار أحالت الوجوه جميعها إلى سحنة واحده . , ليصطبغ الجميع باللون الرمادى . .... تعبنا تعب لعب عشر مباريات متتالية ... أخرج كل منا أكثر ما يستطع من طاقته لمجاراه هؤلاء العفاريت اللى شاربين دم قرود .. راح ( البرستيج ) بتاعنا تماماً , لكن لا مفر ... فسمعة الفريق البطل على المحك ... ,إستمر هذا الماراثون بين كر و فر و ضرب و جري و عدو و صياح و صراخ و خللى بالك من اللى وراك , و إمسك اللى قدامك , و اعمل فرملة يا عصام , و انشف شوية يا جمال , و خلص الكورة يا خالد , و بلاش منظرة يا رفاعى و العب على طول ... , حتى تعدلت النتيجة لتنتهى المباراه بأربعة أهداف مقابل هدف واحد لصالح ... كوم دميس !!!!
دخل بنا الأتوبيس المخصص لنقلنا من قِبَل المجلس المحلى لقرية ( سنديون ) , و الذى أكمل صورة الفريق المهم , صاحب الأتوبيس المخصوص , إلى ساحة الملعب الخلفية .. عاصفة من التصفيق و الصفير عمت أرجاء الملعب فور أن شاهدوا أتوبيس الفريق المميز .. نكهه البطولة .. ثم علا الصفير و الهتافات أكثر و أكثر فور أن بدأنا فى النزول من الأتوبيس لاعباً لاعبا , و قد راح الجميع ينادون على كل لاعب بإسمه .. فكل اللاعبين كانوا ناراً على علم .. ( جمال البنا ) صاحب مهارة إمتصاص الكرة على صدره و لا الخطيب فى زمانه ... ( عبد المجيد خنيفر).. الكابتن.. صاحب التسديدات الصاروخية التى لايراها الحارس إلا و هى تزغرد فى شباكه ... ( أحمد رفاعى ) أمهر من لعب ( الدبل كيك )... ( خالد شحاتة ) الذى يستطيع مراوغة ثلاثة لاعبين فى نصف متر .. ( عصام الفوي ) المدافع الصلد قاطع الماء و النور عن كل مهاجمى الفرق الأخرى .... و ( مصطفى عبد الله ) حارس المرمي ( الأستك ) ذو الحركات البهلوانية .
كانت هناك مباراه تجرى على أرض الملعب , و مباراتنا كانت التالية ضد فريق قرية ( كوم دميس ) !!
لم يسمع أياً منا عن هذه القرية قبل ذلك و لا عن فريقها ... لا يهم .. فنحن لم نضع فى حساباتنا قبل ذلك أى فريق .. نحن الفريق البطل .. الآخرون هم من يجب أن يعملوا لنا ألف حساب و حساب .
بدأنا التدريبات و التسخين فى الساحة الممتدة خلف الملعب , وسط صيحات الجماهير التى تتعالى بين كل لحظة و أخرى , تفاعلاً مع لعبة جميلة أو هدف يتم إحرازه فى المباراه التى تجرى الآن على أرض الملعب ... كرنفال مكتمل الأوجه كان يجرى فى ساحة المدرسة الكبيرة .. جماهير متحمسة من أهل القرية و القرى المجاورة ... فلاحون عادوا من حقولهم ... عمال أنهوا وردياتهم ... طلاب انتهوا من دراستهم ... أشكال و اطياف مختلفة إكتظ بهم ملعب المباراه تماماً عن آخره , و الكل قد أوجد لنفسه مكاناً يمكنه من متابعة المباراة على أفضل وجه .. إلا بعض الأشخاص, قد إنصرفوا تماماً عن الملعب و ما فيه .. اتخذوا مكاناً تحت ظل شجرة , مفترشون الأرض , ملتفون حول ( شيشة ) , و قد غطتهم سحب الدخان المتصاعدة منها .. يلبسون جميعاً ( جلابيب ) فلاحى , و يتعممون بعمامات كبيرة , ملتفة فوق رؤوسهم كثعبان يتجاوز طوله الثلاثة أمتار على الأقل !
دقائق و جاءت صفارة إنتهاء المباراه المقامة على أرض الملعب , ليأتى بعدها صوت المذيع فى الميكروفون المثبت فوق المدرسة , يعلن عن المباراه القادمة بين فريقي ( سنديون ) , و ( كوم دميس ) .
نزلنا الملعب فى طابور منظم , وسط تشجيع جنونى من الجماهير المتلهفة لرؤية نجوم و أبطال الدورات السابقة , يتقدمنا عبد المجيد خنيفر كابتن الفريق .. لنتجه كما تعودنا إلى دائرة المنتصف , نكون دائرة يتوسطها مصطفى عبد الله حارس المرمى لنقرأ الفاتحة , ثم دعاء بالتوفيق و النصر إن شاء الله .
توجهنا لتحية الجماهير المتعطشة لوجبة دسمة من الفن الكروى كما عودناها كل عام , ثم انصرفنا الى داخل نصف ملعبنا فى تمرينات فردية ... لكن لفت انتباهنا عدم وجود فريق كوم دميس فى أرض الملعب !!
: شكلنا حنفوز بالانسحاب ياولاد .. كوم دميس شكلهم ما جوش
قالها الكابتن عبد المجيد خنيفر , و الابتسامة على شفتيه .... و يبدو أن مذيع المباراه قد لاحظ ايضاً عدم وجودهم , فنادى عليهم مرة أخرى :
: فريق كووم دميس ... فريق كووووووم دميييييييييييييس ..فريق كوووووووووووم
و قبل أن يكمل ( دميس ) , نزل إلى الملعب فى عشوائية , مجموعة مدخنى ( الشيشة ) !!!
تسمرنا فى أماكننا من الدهشة .. أهؤلاء هم فريق كوم دميس !!!
تجمعوا بجانب المرمي المقابل , بجلابيبهم و عماماتهم , ثم ما لبثوا أن نزعوها , و طوحوا بها خلف المرمى , باقين فقط بملابسهم الداخلية !!! .... فانلة بيضاء مكرمشة بنصف كم .. و شورت فلاحى يناهز ركبهم .. حفاه لا يرتدون أى حذاء !.
جمعنا الكابتن عبد المجيد فى عجالة قائلاً : فرصة و جات لغاية عندكم يا رجالة ... مش حتلاقوا فريق تانى تتمرنوا عليه زى الفرقة دي ... شايفين الناس بيشجعوكم إزاى و منتظرين منكم إيه !! ... فرحوهم على قد ما تقدروا .... خمسة دبل كيك يابو حميد على الأقل ... مش أقل من هاتريك يا جمال ... رقص يا خالد براحتك ..مش أقل من نص دسته إجوان النهاردة ... ياللا يا رجالة ... ياللا !
نادى الحكم على الفريقين , لنصطف فى مواجهه بعضنا البعض , و لأول مرة نرى ملامحهم عن قرب .. لونهم أقرب إلى السواد .. التعاريج و الحبوب و التقيحات المزمنة تملأ وجوههم ..عيونهم مصفرة ...أجسادهم نحيلة ... سيقانهم جلد على عضم تمامأ !!
إبتدأت المباراه , و إبتدأ معها الإستعراض الكروى على أعلى مستوى .. أول كرة استلمتها , راوغت بها لاعباً منهم , ب ( تعليقة ) من فوق رأسه , حيث اندفع بلا فرامل , منكفئاً على وجهه يلعق التراب , وسط صيحات الجماهير الممنية نفسها بفواصل من كل فنون الكرة .... لم أكد أتخلص من اللاعب الأول , إلا و وجدت الثانى يهجم عليّ بلا هوادة , راوغته بحركة تمويهية بجسدى أطاحت به يميناً قبل أن أنطلق بالكرة يساراً , لأجد اللاعب الأول قد نهض فى سرعة عجيبة !! .. حاولت أن أمرر الكرة لخالد شحاتة , لكن قطعها منى اللاعب الثانى الذى فوجئت به بين أرجلى !!
تحولت المباراه بعد لحظات إلى مباراه غريبة , أحسسنا فيها أن عدد لاعبي كوم دميس , ضعف عدد لاعبينا !! .. لا تكاد تمر من لاعب , إلا و جاءك من تحت الأرض إثنان غيره !!
لم نستطع أن نجاريهم فى خشونتهم .. و لا فى إندفاعهم .. و لا فى طريقة لعبهم العشوائية .. و لا فى لياقتهم البدنية العالية , حيث كانوا مثل ( توم هانكس ) فى فيلمه الشهير ( فورست جامب ) .. لا يعرفون شيئاً غير الجري ثم الجري ثم الجري بلاتعب و لا كلل ... رأينا منهم طريقة جديدة للعب كرة القدم غير التى نعرفها .. كرة لا تلعب بالقدم فقط , بل بالقدم و البطن و الظهر و كل ما تيسر من الجسد , حتى أن احدهم احرز الهدف الأول بوجهه جراء كرة عرضية شاطها زميله بساق قدمه !!
حاول عبد المجيد أن يعدل الوضع المقلوب بسرعة , فهيأ كرة لنفسه مستعداً لإطلاق إحدى صواريخه المعروفه نحو الشباك , لكن إنقض عليه أحد ( محاربى ) كوم دميس قاطعاً الكرة , و معها قدم عبد المجيد , ليخرج الكابتن محمولاً خارج الملعب , قبل أن يعود مرة أخرى برجل و نص !!
إنتهى الشوط الأول بمفاجأه مدوية بتقدم كوم دميس بهدف نظيف على الفريق البطل ... و بين الشوطين صاح فينا عبد المجيد : ايه يارجاله .. فيه ايه !!! ... انتوا الابطال و دول ما عندهمش فكرة عن الكورة ... ياللا فرجوا الناس اللى جايين عشانكم .. ياللا !!
ألهبت كلمات الكابتن عبد المجيد حماستنا , لننزل الملعب فى الشوط الثانى يملؤنا الإصرار على تعويض خيبة الشوط الأول, محاولين لملمة بعض من كرامة الفريق البطل التى أهال عليها فريق كوم دميس التراب ... إبتدأ الشوط بداية مبشرة بكرة عرضية من جمال البنا , قابلتها مقصية ( دبل كيك ) داخل شباك الفريق العتيد ... أخرج الهدف الأصوات المكتومة من الحناجر , ليلتهب الملعب تماماً , و استعد الجمهور لعودة الفريق البطل بكل ثقله بعد لملمة أوراقه المبعثرة ..... جرينا كما لم نجرِ من قبل .. و تحولت ساحة الملعب إلى سحب من الغبار أحالت الوجوه جميعها إلى سحنة واحده . , ليصطبغ الجميع باللون الرمادى . .... تعبنا تعب لعب عشر مباريات متتالية ... أخرج كل منا أكثر ما يستطع من طاقته لمجاراه هؤلاء العفاريت اللى شاربين دم قرود .. راح ( البرستيج ) بتاعنا تماماً , لكن لا مفر ... فسمعة الفريق البطل على المحك ... ,إستمر هذا الماراثون بين كر و فر و ضرب و جري و عدو و صياح و صراخ و خللى بالك من اللى وراك , و إمسك اللى قدامك , و اعمل فرملة يا عصام , و انشف شوية يا جمال , و خلص الكورة يا خالد , و بلاش منظرة يا رفاعى و العب على طول ... , حتى تعدلت النتيجة لتنتهى المباراه بأربعة أهداف مقابل هدف واحد لصالح ... كوم دميس !!!!