يا دكتور رفااااااعي ! : أيوة يا زوات : يا دكتووووور رفاااااااعي ! : أيوة يا زوااااااااااااات ! : يا دي النيله !! .. هو راح فين يا ختى الدكتور ده !! ... يا دكتور رفاااااااعي ! : أيوة يا زواااااااااات ... ما تركبي سماعات ودان بقى !! .. أنا هنا فى البلكووووووونة ! : ادى اللى انتوا فالحين فيه !! .. تيجوا السكن تقعدوا فى البلكونة و خلاص ... و اعملى لى شاي يا زوات !! .. و سخنى لى الأكل يا زوات !! ... قوم كلم الدكتور مصطفى مدير المستشفى على التليفون ! ....... : ألوووو .. أيوة يا دكتور مصطفى... ازاى حضرتك :.................... : طلبية اكل المستشفى ؟ .. بس أنا عمرى ما استلمتها قبل كده ! : ........... : طيب ما تتصل حضرتك بالدكتور الديب .. هو الوحيد اللى عنده خبرة فى الموضوع ده ؟ : ................... : طيب ما فيش حد تاني يحل محله ؟ ... أصل بصراحة أنا ما بأفهمش فى الحاجات دى خالص ؟ :............. : ماشي يافندم .. حأطلع و أشوف ! .... ذهبت إلى مطبخ المستشفى , حيث وجدت مئات من ( الكراتين ) المتراصة فوق بعضها .. و أمامها يقف ( المورد ) و قد انتفخ جسمه و توردت وجنتاه احمراراً , ليس خجلاً و لكن ( تختخة ) .. و لم لا , و هو يعيش ليله و نهاره بين كل ما يمت للطعام بصله من لحوم و بقوليات و نشويات و دهنيات و و , .. على وجهه إبتسامة مصطنعة تماماً و فى عينيه نظرة تشع تملقاً و تدليسا .. استقبلنى منحنياً , باسطاً يديه بكل طولها : : أهلاً أهلاً يا توكتور.... : أهلاً و سهلاً : يا أهلاً يا أهلاً يا باشا ... معلش يعنى فى تَه السؤال , هو فين التوكتور التيب ؟ : الدكتور الديب فى أجازة يا سيدى .. ليه فيه حاجة ؟ : هههه .. حاجه !! ... ههه .. أبداً ... أبداً .. أنا بس بأسأل عليه عشان هو اللى بيستلم مننا التلبيه تول عمره : معلش بقى .. حظك كده : هههههه .. ده أحلى حذ يا سعات الباشا انى أتعرف بحترتك .. و الله أنا ارتحت لك أول ما شفتك ... هههه : جايب لنا ايه ؟ : الخير كله ياباشا , الخير كله هههههه... معايا اللحمه و البيد و الرز و المكرونة و الزيت على شوية كراتين تماتم و بتاتس و كته : فين اللحمه ؟ : أهه ياباشا ... 100 كرتونة ... لحمة مزبوتة على كيف كيفك .. و عليا التلاء ما باكل فى بيتي غير منها !! : طيب افتح لى كرتونة كده .. خليني أشوفها : تشوف ايه حترتك ؟ : أشوف اللحمه يا سيدى !! .. مش بتقول انها مظبوطة و انك بتاكل منها ؟ : تبعاً تبعاً .. ان شالله انتس فى ندرى ما بناكل غير منها !! أسل يعنى التوكتور التيب كان بيمتى على تول !! : و أنا برضه حأمضى لك على طول, بس افتح لى كرتونة و خليني أشوف ! .. .. زاغت نظراته قليلاً ... اضطرب و على استحياء و بكل تردد و تثاقل فتح فى جانب الكرتونة فتحة بحجم عقلة الأصبع , أكملتها أنا لأنزع الكرتونة بأكملها , لأجد اللحمة و قد استحال لونها إلى ما يقرب من السواد !! ... صعق عيني ما رأته .. فتحت كرتونة ثانية , و ثالثة , و رابعة , ليتكرر المشهد نفسه !! : ايه ده !!! ... الله يخرب بيوتكم ... هي دي اللحمه ؟ : التبأة اللى برة بس يا توكتور : طبقة ايه اللى برة الله يخرب بيوتكم .. هى دى اللحمة اللتى بتأكلوا منها الدكاترة و العيانين السنين اللى فاتت ؟ : تول بالك بس يا توكتور .. حنتفاهم : أكيد حنتفاهم .. بس مش هنا ... هناك .. فى قسم الشرطة ان شاء الله ... التهمت سلالم المستشفى , مسرعاً باتجاه الدكتور مصطفى , و دون حتى أن أستأذن من سكرتيرته , اقتحمت عليه مكتبه : مصيبة يا دكتور مصطفى ..... مصيبة ! : خير يا أحمد بس .. خير ... فيه ايه يابني : اللحمه يا دكتور مصطفى .. اللحمة اللى جايبها ( المورد ) .. أسود من قرن الخروب !! : يا نهارهم إسود !!!! .. يا حرامية يا نصابين يا ولاد الكلب ... و الله لأوديهم فى داهية كلهم : معقول يا دكتور مصطفى قلة الضمير وصلت للدرجة دى ؟ : صبرك عليا .. و حياه أمهم لأدخلهم السجن كلهم ... روح انت على السكن و أنا حأتصرف معاهم ..... ذهبت إلي السكن يعترينى إحساس بالسعادة و الراحة النفسية لم أستشعرهما قبل ذلك ... ألتلك الدرجة قد ينحدر الضمير !!!! ... تنعدم الأخلاق !!!! .... حمدت الله أن الدكتور الديب لم يأت اليوم , و إلا لما كنت قد عرفت تلك المصيبة ! : يا زوااااااااااااااااااااات ... انتى يا زوات يا سكر ... انتى يا عسل : فيه اييييييه !! ... هههههه ... و النبي انت دمك خفيف يا دكتور رفاعى : اعملى لى أحسن كوباية شاي يا غزال اسكندرانى : هههههههه ... غزال !! ... ده أنا قد أمك يا عين أمك : الدهن فى العتاقى يا زوزو : ههههههه ... الله يسعدك و يفرحك كمان و كمان ... مالك راجع من عند الدكتور مصطفى فشتك عايمة كده ؟ : حذرى فزرى يا كتكوتة ! : شكله كده خلاك تستلم طلبية الأكل !! : و انتى عرفتى ازاى يا ستى انتى ؟؟!!! : الدكتور الديب برضه دايماً يرجع زيك كده مبسوط و مزأطط بعد ما بيستلم الطلبية... ههههههه ... ربنا يحرسكم يابنى ... بتشقوا ... و النبي بتشقوا : فعلاً الدكتور الديب بيشقى .. بيشقى أوى !!!!! ... روحى ياستى انتى اعملي لي شاى : ياختى !!! ... مال وشك اتقلب تانى كده !! .. دِه دِي !!!! .... و فى المساء كان ما حدث عصر اليوم هو محور حديثى مع أصدقائى و زملائى فى بلكونة السكن ... إذ فجأه إقتحم علينا جلستنا الدكتور الديب , و جلس غير بعيد عن مجلسنا ... تناثرت بعض الكلمات لتصل إليه ... لم يرد أن يفوت علينا فرصة لتعكير مزاجنا ..حيث قام من مجلسه , بيده سيجارته , ثم عندما مر من أمامنا , نفث من دخانها فى وجوهنا , مبتسماً إبتسامة بلهاء , قائلاً: : ما تفرحش أوى كده ... الدكتور مصطفى اتصل بيَ بعد العصر و جيت استلمت الطلبية كلها !! |