الموقع الرسمي للدكتور أحمد رفاعي

  • الرئيسية
  • محاضراتي - فيديو
  • محاضراتي - بور بوينت
  • case of the week
  • أعمال من تصويري
  • أعمال من رسوماتي
  • قصص قصيرة
  • اتصل بنا
Picture
 

                            يا دكتور رفااااااعي !

: أيوة يا زوات

: يا دكتووووور رفاااااااعي !

: أيوة يا زوااااااااااااات !

: يا دي النيله !! .. هو راح فين يا ختى الدكتور ده !! ... يا دكتور رفاااااااعي !

: أيوة يا زواااااااااات ... ما تركبي سماعات ودان بقى !! .. أنا هنا فى البلكووووووونة !

: ادى اللى انتوا فالحين فيه !! .. تيجوا السكن تقعدوا فى البلكونة و خلاص ... و اعملى لى شاي يا زوات !! .. و سخنى لى الأكل يا زوات !!  ... قوم كلم الدكتور مصطفى مدير المستشفى على التليفون !

.......

: ألوووو .. أيوة يا دكتور مصطفى... ازاى حضرتك

:....................

: طلبية اكل المستشفى ؟ .. بس أنا عمرى ما استلمتها قبل كده !

: ...........

: طيب ما تتصل حضرتك بالدكتور  الديب .. هو الوحيد اللى عنده خبرة فى الموضوع ده ؟

: ...................

: طيب ما فيش حد تاني يحل محله ؟ ... أصل بصراحة أنا ما بأفهمش فى الحاجات دى خالص ؟

:.............

: ماشي يافندم .. حأطلع و أشوف !

.... ذهبت إلى مطبخ المستشفى , حيث وجدت مئات من ( الكراتين )  المتراصة فوق بعضها .. و أمامها يقف ( المورد ) و قد انتفخ جسمه و توردت وجنتاه احمراراً , ليس خجلاً و لكن ( تختخة ) .. و لم لا , و هو يعيش ليله و نهاره بين كل ما يمت للطعام بصله من لحوم و بقوليات و نشويات و دهنيات و و , .. على وجهه إبتسامة مصطنعة تماماً و فى عينيه نظرة تشع تملقاً و تدليسا .. استقبلنى منحنياً , باسطاً يديه بكل طولها :

: أهلاً أهلاً يا توكتور....

: أهلاً و سهلاً

: يا أهلاً يا أهلاً يا باشا ... معلش يعنى فى تَه السؤال , هو فين التوكتور التيب ؟

: الدكتور الديب فى أجازة يا سيدى .. ليه فيه حاجة ؟

: هههه .. حاجه !! ... ههه .. أبداً ... أبداً .. أنا بس بأسأل عليه عشان هو اللى بيستلم مننا التلبيه تول عمره

: معلش بقى .. حظك كده

: هههههه .. ده أحلى حذ يا سعات الباشا انى أتعرف بحترتك .. و الله أنا ارتحت لك أول ما شفتك ... هههه

: جايب لنا ايه ؟

: الخير كله ياباشا , الخير كله هههههه... معايا اللحمه و البيد و الرز و المكرونة و الزيت على شوية كراتين تماتم و بتاتس و كته 

: فين اللحمه ؟

: أهه ياباشا ... 100 كرتونة ... لحمة مزبوتة على كيف كيفك   .. و عليا التلاء ما باكل فى بيتي غير منها !!

: طيب افتح لى كرتونة كده .. خليني أشوفها

: تشوف ايه حترتك ؟

: أشوف اللحمه يا سيدى !! .. مش بتقول انها مظبوطة و انك بتاكل منها ؟

: تبعاً تبعاً .. ان شالله انتس فى ندرى ما بناكل غير منها !! أسل يعنى التوكتور التيب كان بيمتى على تول !!

: و أنا برضه حأمضى لك على طول, بس افتح لى كرتونة و خليني أشوف !

.. .. زاغت نظراته قليلاً ... اضطرب و على استحياء و بكل تردد و تثاقل فتح فى جانب الكرتونة فتحة بحجم عقلة الأصبع , أكملتها أنا لأنزع الكرتونة بأكملها , لأجد اللحمة و قد استحال لونها إلى ما يقرب من السواد !! ... صعق عيني ما رأته ..  فتحت كرتونة ثانية , و ثالثة , و رابعة , ليتكرر المشهد نفسه !!

: ايه ده !!! ... الله يخرب بيوتكم ... هي دي اللحمه ؟

: التبأة اللى برة بس يا توكتور

: طبقة ايه اللى برة الله يخرب بيوتكم .. هى دى اللحمة اللتى بتأكلوا منها الدكاترة و العيانين السنين اللى فاتت ؟

: تول بالك بس يا توكتور .. حنتفاهم

: أكيد حنتفاهم .. بس مش هنا ... هناك .. فى قسم الشرطة ان شاء الله

... التهمت سلالم المستشفى , مسرعاً باتجاه الدكتور مصطفى , و دون حتى أن أستأذن من سكرتيرته , اقتحمت عليه مكتبه

: مصيبة يا دكتور مصطفى ..... مصيبة !

: خير يا أحمد بس .. خير ... فيه ايه يابني

: اللحمه يا دكتور مصطفى .. اللحمة اللى جايبها ( المورد ) .. أسود من قرن الخروب !!

: يا نهارهم إسود !!!! .. يا حرامية يا نصابين يا ولاد الكلب ... و الله لأوديهم فى داهية كلهم

: معقول يا دكتور مصطفى قلة الضمير وصلت للدرجة دى ؟

: صبرك عليا .. و حياه أمهم لأدخلهم السجن كلهم ... روح انت على السكن و أنا حأتصرف معاهم

.....

ذهبت إلي السكن يعترينى إحساس بالسعادة و الراحة النفسية لم أستشعرهما قبل ذلك ... ألتلك الدرجة قد ينحدر الضمير !!!! ... تنعدم الأخلاق !!!!  .... حمدت الله أن الدكتور الديب لم يأت اليوم , و إلا لما كنت قد عرفت تلك المصيبة !

: يا زوااااااااااااااااااااات ... انتى يا زوات يا سكر ... انتى يا عسل

: فيه اييييييه !! ... هههههه ... و النبي انت دمك خفيف يا دكتور رفاعى

: اعملى لى أحسن كوباية شاي يا غزال اسكندرانى

: هههههههه ... غزال !! ... ده أنا قد أمك يا عين أمك

: الدهن فى العتاقى يا زوزو

: ههههههه ... الله يسعدك و يفرحك كمان و كمان ... مالك راجع من عند الدكتور مصطفى فشتك عايمة كده ؟

: حذرى فزرى يا كتكوتة !

: شكله كده خلاك تستلم طلبية الأكل !!

: و انتى عرفتى ازاى يا ستى انتى ؟؟!!!

: الدكتور الديب برضه دايماً يرجع زيك كده مبسوط و مزأطط بعد ما بيستلم الطلبية... ههههههه ... ربنا يحرسكم يابنى ... بتشقوا ... و النبي بتشقوا

: فعلاً الدكتور الديب بيشقى .. بيشقى أوى !!!!! ... روحى ياستى انتى اعملي لي شاى

: ياختى !!! ... مال وشك اتقلب تانى كده !! .. دِه دِي !!!!

.... و فى المساء كان ما حدث عصر اليوم هو محور حديثى مع أصدقائى و زملائى فى بلكونة السكن ... إذ فجأه إقتحم علينا جلستنا الدكتور الديب , و جلس غير بعيد عن مجلسنا ... تناثرت بعض الكلمات لتصل إليه ... لم يرد أن يفوت علينا فرصة لتعكير مزاجنا ..حيث قام من مجلسه , بيده سيجارته , ثم عندما مر من أمامنا ,  نفث من دخانها فى وجوهنا , مبتسماً إبتسامة بلهاء  , قائلاً:

: ما تفرحش أوى كده ... الدكتور مصطفى اتصل بيَ بعد العصر و جيت استلمت الطلبية كلها !!