الموقع الرسمي للدكتور أحمد رفاعي

  • الرئيسية
  • محاضراتي - فيديو
  • محاضراتي - بور بوينت
  • case of the week
  • أعمال من تصويري
  • أعمال من رسوماتي
  • قصص قصيرة
  • اتصل بنا
Picture
                                                       فاضي يا بوحميد ؟

: يعنى .. فيه كام حالة كده بأتابعهم

: طيب تعالي معايا .. عملية زايدة حتساعد فيها و حتاخد عشرة جنيه

: و العيانين اللى هنا ؟

: يابني هم فراخ ؟ .. ياللا ياللا .. حيحصل لهم ايه يعنى ؟

: طيب و لو جات حالة طارئة و لا حاجة ؟

: سهام حتتصرف

: سهام مين ؟

: الممرضة بتاعه الإسعاف

: ممرضة !!! .. إزاي ممرضة حتمشي الإسعاف يا د كامل ؟

: يابني  انت نسيت نفسك ؟؟ .. ده انت لسة يا دوب إمتياز !!!  سهام دى أحسن منى و منك ... قوم قوم ما تضيعش وقت .. ساعة زمن و حأرجعك تاني

: حنروح فين ؟

: فى عيادة الدكتور خليفة .... نايب النسا ... فى العزبة اللى جنبا

: نايب النسا ؟ .. و ده علاقته إيه بعملية ( زايدة ) ؟

: يابني انت لمض ليه ؟ ..هنا كله بيشتغل كله ... حتيجي و لا أشوف حد غيرك ؟

: حآجى , لكن معلش يعنى مش فاهم , هو الدكتور خليفة عنده مستشفى ؟

: عنده عيادة في بيته

: و العملية دى حيعملها فى عيادته ؟

: أيوة طبعاً ... كل الدكاترة اللى هنا شغالين كده .. ياللا ياللا ما تعطلنيش .. عندى حالة تانية بعد حالة خليفة

.... إنطلقت بنا السيارة ال124 , الخاصة بالدكتور كامل ... طبيب التخدير .. حيث ليلة ممطرة , لم تقوي مساحات سيارته على ملاحقة خراطيم المطر المنهمرة على زجاجها ... دقائق مرت قبل أن يترك الطريق الرئيسي منحدراً على طريق موحل غير ممهد , تأرجحت معه السيارة كثيراً .. الظلام يغلف كل شيء .. لا شيء إلا ما تكشفه أنوار السيارة  من طريق ضيق , تحوطه مبانٍ عشوائية التصميم , متفاوتة الطول ... إستقرت السيارة أخيراً بجانب أحد البيوت , ثم جاء صوت الدكتور كامل :

: ياللا يابوحميد .. إنزل بسرعة ... العياده أهه

: فين يا دكتور كامل ؟

: يابنى جوة البيت ده ... ياللا انزل و خللى بالك , حاول تدوس على حتت ناشفه

ترجلت من السيارة , و مازالت بقية من خراطيم المياة لم تقفل أفواهها بعد ..  الظلام والمطر و الطمى يحوطون السيارة من كل جانب .., خطوات قليلة , لكنها ثقيله جداً , حتى دخلت من باب المنزل التى تقطن العيادة دورة الثاني ... مازال السواد يغلف كل شىء فى أسفل المنزل , مما إستدعى الدكتور كامل أن يصرخ بأعلى صوته :

: خليييييييفه ..... ياااااا خليييييييييييفة

: أيوة يا كاااااااامل

: يابنى الدنيا تحت ضلمه خِرس

: ثوانى حأنزل لك ( مغازى ) بالكلوب

... إنقشع الظلام تماماً على ضوء ( الكلوب ) الذى حمله مغازى ( تمورجى العيادة ) , حيث تكفل بقيادتنا إلى الدور الأعلى

: اتفضلوا يا دكاترة ... اتفضلوا

مر بنا مغازى من خلال ( زريبة ) للحيوانات .. رائحة روثهم تزكم الأنوف ... أحسست بقدمى و قد غاصت  فى إحدى مخلفاتهم .. كان لا بد من أن نقتحم خلوتهم كى نصل إلى السلم المؤدى للعيادة فى الناحية المقابلة ... صعدنا حيث كان فى إنتظارنا الدكتور( خليفة ) أعلى السلم , مرتدياً ( بدله العمليات ) , و التى لم يستوعبها جسمه الضخم , فكانت مفتوحة تماماً من الخلف , و قصيرة تماماً فوق الركبة ..... إرتسمت على شفتية إبتسامة واسعة  عندما رآنا ,و إستقبلنا بكل ترحاب:

: يا أهلاً يا أهلاً , خشوا برجليكوا اليمين هاهاهاهاهاهاها

: لا يمين و لا شمال .. خلصنا ياللا .. عندى حالة تانية بعد حالتك مع الدكتور دسوقى !

: كل حاجة جاهزة ياباشا .. حضرتك بس نيم لنا البنت , و نص ساعة و نخلص يا معلمي هاهاهاهاهاها

ولجنا من صالة ضيقة , تعج بوجوه أعيتها السنون , ملامح قاسية يبدو عليها القلق , ما إن رأونا حتى إنتصبوا واقفين  , ثم تداخلت أصواتهم جميعاً بدعوات للفريق الطبي ( أنا و كامل و خليفة ) بأن يوفقنا الله و يتم شفاء إبنتهم الراقدة فى غرفة العمليات !!

غرفة عمليات !!!! يا نهار أسود و مهبب !!! ... زريبة للحيوانات فى الدور الأرضى , ثم غرفة عمليات فى الدور الثاني !!! .. لا حول و لا قوة إلا بالله !!

داخل غرفة العمليات , كانت هناك فتاه .. يبدو أنها لم تبلغ الخامسة عشرة بعد .. ما إن رأت الفريق الطبي العالمى يدخل عليها , إلا و قد تملكها الذعر و الرعب و الخوف , ثم إنخرطت فى نوبة بكاء .. نظر إليها الدكتور خليفة و هو يقوم بتعقيم يديه فى الحوض المجاور :

: بتعيطي علي إيه يا هبلة إنتى ؟؟؟ .. ده أنا جايب لك أحسن اتين دكاترة فى (الناحية) كلها يساعدونى فى العملية !!

: خايفة أموت يا دكتور خليفه !!

: تموتى !!! ... هاهاهاهاهاهاهاهاها ... يا بنتي دي عملية زايده !! أعملها لك و أنا مغمض !! هاهاهاهاهاهاهاهاها

... أخذت دورى فى التعقيم بعدما إنتهى الدكتور خليفة , فى حين راح الدكتور كامل يرتب حاجياته , و قد أشعل سيجارة , إمتلأ بدخانها المكان , قبل أن ينادى على مغازي ( آمراً ) إياه بكوباية شاى , لزوم المخمخة فى الشغل !!

دقائق قليلة , كانت بعدها الفتاه ( بتاكل رز مع الملايكة ) ... شق الدكتور خليفة شقاً كبيراً فى أسفل بطنها لا يتناسب مع ما تستحقه عملية الزايدة من فتحة صغيرة , مما جعل الدكتور كامل يعلق قائلاً:

: انت بتشق بطيخة يابني !!! ايه الفتحة دى كلها الله يخرب بيتك !!

: إنت ياله مش شايف صوابعى قد إيه ؟؟ .. على قد ما توسعها , على قد ما ربنا يوسعها عليك هاهاهاهااهاهاهاها

... إنزوى الدكتور كامل فى ركن الغرفة , منفرداً مع سيجارتة و كوباية الشاى , في حين انهمكت أنا ( صامتاً ) فى مساعدة الدكتور خليفة , الذى دس يده كلها داخل بطن ( المسكينة ) , ثم راح يعبث بأصابعه , بحثاً عن الزائدة الملتهبه !

: هو ايه ده !!! ... هو فيه إيه !!! ... و بعدين بقى !!!!

: فيه حاجة يا دكتور خليفة ؟؟

: طول بالك ياحاج أحمد ... ايييييه ده !! ... فييييه إيييييه !!!!

: ايه يابنى مالك ؟؟ .. فيه إييه ؟

: و الله مانا عارف يا كامل فيه ايه ؟؟؟ .. حاجة غريبة كده حاسسها تحت ايدي !!!

: حاجه غريبة يعني ايه ؟

: شكله كيس كبير كده !!!... تعالي شوف كده !

... جاء الدكتور كامل و بصحبته كوباية الشاى و السيجارة , نظر من فتحة البطن التى أحدثها خليفة , ثم قال :

:طيب وسع الفتحة أكتر , خلينا نشوف إيه ده !!

.. أكمل الدكتور خليفة فتحته إلى أن أوصلها بالجانب الآخر من البطن , ثم برز كيساً ضخماً من أسفل البطن , نظرا إليه د خليفة و د كامل و قد تملكتهم الحيرة !!

: ايه ده ياض يا كامل ؟

: كيس كبير زي مانت شايف كده !!

: ياسلام !! جبت التايهة بروح اللى خلفوك !! .. مانا عارف انه زفت كيس ... طالع لنا منين ده ؟؟

: شكله طالع من المبيض !!

: طيب , و بعدين ؟ .. أعمل إيه يعنى ؟ .. أبعت مغازى يجيب سيد أبو النجا الأخصائي بتاعى من العزبة اللى جنبنا ؟

: نعم ياروح أمك ؟؟ .. أنا عندى عملية تانية بعد عمليتك دى و مش عايز أتأخر .. و بعدين سيد أبو النجا حيعمل إيه غير إنه يشيله !!! ... شيل يا عم شيل !

: ده رأيك ؟

: يعنى إنت شايف فيه رأي تانى !!! .. شيل يا عم الحاج شيل , و ابقى قول لأهلها إن الزايدة كانت ملتهبة و إنك اضطريت توسع الفتحة شويتين !

.... و قبل أن يهم الدكتور خليفة بإستئصال هذا الكيس الضخم , جاء صوتى على إستحياء :

: هو احنا قسطرنا المثانة بتاعه المريضة يا دكتور خليفة ؟

: هاهاهاهاهاها ... قسطرة ايه ياعم الحاج أحمد !! .. دى زايدة يابنى .. يعنى نص ساعة و المريضة تقوم ... نقسطرها ليه ؟

: يعني .. ده اللى قريته فى إجراءات ما قبل العمليات

: اللى قريته ده يا حاج أحمد ما بياكلش معانا هنا ... اللى قريته شيء , و اللى بتعمله فى شغلك شىء تاني !!

... و قبل أن يهم الدكتور خليفة بما ينتويه من مجزرة داخل بطن المسكسينة بنت المساكين , قال له د كامل :

: استني ياض يا خليفة , خلينا نقسطرها

: هاهاهاهاهاهااها ... ايه ياعم كامل !! .. انت حتسمع كلام ( الميزو ) و لا إيه ؟؟؟؟

: استني يابني مش حنخسر حاجة ... دقيقة واحدة

... وضع دكتور كامل سيجارته غير مطفأه على طرف المكتب , ثم أدخل قسطرة بولية فى مثانة الغلبانة بنت الغلبانين , و إذا بهذا الكيس الضخم قد بدأ فى الإنحسار قليلاً قليلاً , إلى أن إختفى تماماً !!! ثم نظر إلى د خليفة قائلاً :

: كنت حتشيل المثانة ,  الله يخرب بيت اللي جابوك !!