كبيرنا
على الطريق الرملي المتعرج بين الجبال , مترجلاً رحت أقطع مسافه الخمسة أميال التي تفصل وحدتي العسكرية , عن موقف الأوتوبيسات المخصصة لنقل الضباط و ( لا مؤاخذة ) العساكر , من ثكناتهم العسكرية , إلى ثكناتهم الدنيوية .
أجازة قصيرة هذه المرة , لكنها الأهم على الإطلاق , حيث أن بعد غدٍ هو آخر موعد للتسجيل في الدراسات العليا ... لم يتوقف لساني عن الدعاء طوال المسيرة التي بدأت من بعد صلاه الفجر , بأن ييسر لي الله ركوب أتوبيس الضباط , حيث لا أمل لي في التسجيل إذا ما اتخذت مكاني ( الطبيعي ) في أتوبيس العساكر !!
... أتوبيس الضباط الاسكانيا الفاخر يقطع المسافة مباشرة من سيدي براني إلى الإسكندرية فى حوالى ثمان ساعات حتة واحدة على بعضهم..... , في حين أتوبيس العساكر المتهالك المزعج عديم اللون يقطعها فى ضعف هذا الوقت ( ما بين أعطال غير مفاجئة ... إلى الإنتظارعدة ساعات فى أكثر من إستراحة ... إلى جانب أيضاً ( تعسيلة ) من السواق لمدة ساعة تقريباً فى منتصف الطريق !! ..( أومال حأسوق إزاى يا بعكوك إنت و هو) !!!)
وصلت أخيراً لمكان الحشد .. أعداد لا حصر لها من العساكر .. و أخرى ( حصر لها ) من الضباط ... جحافل العساكر مثل وحوش ضارية آكلة للأتوبيسات , و قد تكالب كل ( ألف ) منهم , حول اوتوبيس واحد , و كلٌ يمنى النفس بأن يُحشر داخله !!
الضباط تملأ وجوههم الإبتسامة .... فى قمة أناقتهم بزى السفر الكاكى ... تنعكس آشعة الشمس الشقية على نجومهم و نسورهم التى حملتها أكتافهم .... منخرطون فى ضحكات و قفشات .... يسيرون فرادى إلى أتوبيساتهم , غير متعجلين على ركوبهم , غير مبالين ألا يجدوا مقعداً ... فالخير كتير , و أتوبيسات الضباط أكتر!! .
دقائق مرت من الغليان فى جانب العساكر ما بين صراخ و دفع و تدافع و تزاحم و شتائم و سباب و قفز لداخل الأتوبيس من الشبابيك بعد أن ضاعت معالم الباب بين الأجساد المحشورة .... ثم إنتهاء الأمر بإنتصار من تمكن من الركوب و قد بدت الإبتسامة و لأول مره على وجوههم ... فى حين إنصرف المهزومون للبحث عن الأتوبيس الضحية القادم , و قد ارتسمت على محيا كل منهم علامات من الجد و التحفز و الإصرار على ألا تتكرر هزيمتهم مرة أخرى !!
في حين مرت نفس الدقائق فى جانب الضباط بمنتهى الهدوء و السكينة .. كلٌ قد إتخذ مجلسه داخل الأتوبيس بنظام متفق عليه .. حيث الرتبة الأكبر تتخذ مكانها فى أول المقاعد ... و هو ما يعرف ب ( ضابط عظيم الأتوبيس ) , في حين تصطف باقى الرتب بالترتيب , إلى أن يتذيل الملازم الأول المقعد الأخير , و من لم يجد له مكاناً , فهناك أتوبيس ثانٍ و ثالث و رابع و .. و . !
دقائق أخرى مرت , و إنتهى المشهد تماماً , مابين إنتفاخ أتوبيسات العساكر بما تحتويه ! , و انصراف من لم يحالفه الحظ على أمل المحاولة فى اليوم التالي , و اصطفاف أتوبيسات الضباط دون أن تترك رتبه واحده خارجها .
إقتربت من أتوبيس الضباط فى خطوات فعلتها سابقاً , تبدأ بالوقوف على سلم الأتوبيس الأمامي , ثم محيياً الضابط العظيم بالتحية العسكرية الواجبه , ثم مقدماً نفسي بجملة أنطقها فى نفس واحد و دون فواصل
: أنا دكتور أحمد رفاعى يافندم طبيب اللواء 23 إنذار فرقة 12 خدمات طبية دفاع جوى يا فندم و نازل أجازة يافندم حضرتك ممكن تسمح لى أركب يافندم ؟
غالباً كان ينتهى الأمر بالسماح لى بالركوب فى المقعد الخلفى ( إذا ما كان هناك مكاناً شاغراً ) .... أو أجرب حظى مرة أخرى مع ضابط عظيم آخر فى أتوبيس آخر !
بدأت ما تعودت عليه مع ضابط عظيم الأتوبيس , و لكن هذه المرة كانت الجملة أطول قليلاً , حيث أضفت لها ( نازل أسجل يافندم فى حركة الدراسات العليا يافندم لأن بعد بكرة يافندم آخر ميعاد يا فندم)
قرأت فى وجه الضابط العظيم - ( و كان برتبة عميد )- علامات الموافقة منذ ذكرى كلمه ( دكتور ) , لكنه قبل أن يهم بالجملة التى أتمنى دوماً أن أسمعها ( إركب ورا ) , إلا أنه إلتفت إلى ( عقيد ) يجلس خلفه مباشرة , قائلاً لى
: حظك حلو يا دكتور !! معانا العقيد طبيب فتحى الجبلاوى , كبير أطباء المنطقة الغربية .. خد بقى الإذن من كبيركم .... ثم أطلق ضحكه عالية هو و من يجلس بجواره و ( كبيرنا ) الذى يجلس خلفه .
أعدت نفس الجملة الطويلة على مسمع ( كبيرنا ) , و لكن أزدت عليها إبتسامة , و نطقتها بهدوء أكثر , و لأول مرة أشعر بأن لى سند .. شعرت بأنى قبل أن أكمل الجملة سينتفض ( كبيرنا ) واقفاً , آمراً أن أنهى هذه الجملة فوراً , فنحن زملاء مهنه .. أطباء .. لا يجب أن ينسحب علينا مثل تلك العنصرية و التفرقة فى التعامل بين الضباط الأشراف و العساكر الأنجاس !!!
لكنه لم يأمرنى أن أتوقف عن تكملة الجمله !!
لم أفقد إبتسامتى و لا هدوئي , فإحترام الحياه العسكرية و المحافظة على قواعدها واجب أمام باقى الضباط حتى لا يُتهم ( كبيرنا ) بخرق قواعد العسكرية من أجل طبيب زميل !!
غفرت له ذلك , و أكملت جملتى , و كلي ثقة أنه قبل نهايتها سيطلب ( كبيرنا ) من العقيد الآخر الذى يجاوره أن يبحث لنفسه عن مقعد آخر حتى يخلي مكانه لى .. فنحن أطباء ..زملاء مهنة ... نفهم لغة بعض .. و الثمان ساعات من الممكن أن تجمع بيننا أكثر مما ستجمع بينه و بين مجاوره .. و هناك من المواضيع الكثير و الكثير التى يمكن أن نتناقشها و التى يمكنها أن تختصر تماماً طول السفر !
وصلت إلى نهاية الجملة , لكنه لم يطلب ممن يجلس بجانبه الإنتقال إلى مقعد آخر !!
... تفهمت ذلك تماماً , فيبدو أن فرحتى بوجود ( كبيرنا ) أنستني وجوب المحافظة على قواعد العسكرية التى تؤمن بتسلسل الرتب , قدر إيمانها بالله و رسوله !
.. تهيأت لتبوأ مقعدى فى آخر الأتوبيس , و مازالت الإبتسامة ترتسم على وجهى من الأذن إلى الأذن , فقط منتظراً أن أسمع من ( كبيرنا ) : ( إتفضل إركب يا دكتور ) , ... لكن هذه المره ستكون مختلفة .. بالطبع ستكون مختلفة .. ( إركب ورا ) شىء , و ( إتفضل إركب يا دكتور ) شيء تانى خالص !! ... نظرت بنفس الإبتسامة الواسعة إلى ( كبيرنا ) , الذى تحركت شفتاه , و تحرك معها قلبي رقصاً ... فقال :
: إنت دكتور ؟
: أيوة يافندم .. فى اللواء 23 إنذار حضرتك !
: هو بجد فيه تسجيل دراسات عليا دلوقتى ؟
: أيوة يا فندم , و آخر ميعاد للتقديم بعد بكرة , حضرتك !
... عض على شفته السفلية من الجانب , ثم قال و قد قارب بين حاجبيه :
: إنزل ياله !!
.. لم يستوعب عقلى ما قاله , فقد كان مُهيئاً لإستقبال جملة أخرى تماماً !!
تسمرت فى مكانى , و تسمرت ملامحى على ماكانت عليه !!!
إحتفظت كل الأشياء حولى , بسكونها المطبق , في حين لم يتحرك إلا شفتا ( كبيرنا ) مرة أخرى , لكن بصوت أكثر حدة..... إمتد من السائق , حتى الملازم القابع فى المقعد الخلفى :
: إنزل ياااااااااا له !!!
..صفعتنى الجملة الأخيرة بعنفٍ أكثر من العنف الذي قيلت به , كماء نارٍ ألهبت كل جسدى ..... فسرت قشعريرة تقمصتني من قمة رأسي حتى إخمص قدمى , تفاعَلت معها بعضٌ من دموعٍ أوجدت لها طريقاً رغماً عنى !!
مسحتها بسرعه , و إستدرت مرة أخرى مسرعاً إلى باب الأتوبيس ..... منطلقاً فى الصحراء ..... محرراً عيونى من قيودها ..... فاتحاً أبوابها على مصراعيها ...... لتبكي كما لم تبكي من قبل ........ و لا من بعد !!
على الطريق الرملي المتعرج بين الجبال , مترجلاً رحت أقطع مسافه الخمسة أميال التي تفصل وحدتي العسكرية , عن موقف الأوتوبيسات المخصصة لنقل الضباط و ( لا مؤاخذة ) العساكر , من ثكناتهم العسكرية , إلى ثكناتهم الدنيوية .
أجازة قصيرة هذه المرة , لكنها الأهم على الإطلاق , حيث أن بعد غدٍ هو آخر موعد للتسجيل في الدراسات العليا ... لم يتوقف لساني عن الدعاء طوال المسيرة التي بدأت من بعد صلاه الفجر , بأن ييسر لي الله ركوب أتوبيس الضباط , حيث لا أمل لي في التسجيل إذا ما اتخذت مكاني ( الطبيعي ) في أتوبيس العساكر !!
... أتوبيس الضباط الاسكانيا الفاخر يقطع المسافة مباشرة من سيدي براني إلى الإسكندرية فى حوالى ثمان ساعات حتة واحدة على بعضهم..... , في حين أتوبيس العساكر المتهالك المزعج عديم اللون يقطعها فى ضعف هذا الوقت ( ما بين أعطال غير مفاجئة ... إلى الإنتظارعدة ساعات فى أكثر من إستراحة ... إلى جانب أيضاً ( تعسيلة ) من السواق لمدة ساعة تقريباً فى منتصف الطريق !! ..( أومال حأسوق إزاى يا بعكوك إنت و هو) !!!)
وصلت أخيراً لمكان الحشد .. أعداد لا حصر لها من العساكر .. و أخرى ( حصر لها ) من الضباط ... جحافل العساكر مثل وحوش ضارية آكلة للأتوبيسات , و قد تكالب كل ( ألف ) منهم , حول اوتوبيس واحد , و كلٌ يمنى النفس بأن يُحشر داخله !!
الضباط تملأ وجوههم الإبتسامة .... فى قمة أناقتهم بزى السفر الكاكى ... تنعكس آشعة الشمس الشقية على نجومهم و نسورهم التى حملتها أكتافهم .... منخرطون فى ضحكات و قفشات .... يسيرون فرادى إلى أتوبيساتهم , غير متعجلين على ركوبهم , غير مبالين ألا يجدوا مقعداً ... فالخير كتير , و أتوبيسات الضباط أكتر!! .
دقائق مرت من الغليان فى جانب العساكر ما بين صراخ و دفع و تدافع و تزاحم و شتائم و سباب و قفز لداخل الأتوبيس من الشبابيك بعد أن ضاعت معالم الباب بين الأجساد المحشورة .... ثم إنتهاء الأمر بإنتصار من تمكن من الركوب و قد بدت الإبتسامة و لأول مره على وجوههم ... فى حين إنصرف المهزومون للبحث عن الأتوبيس الضحية القادم , و قد ارتسمت على محيا كل منهم علامات من الجد و التحفز و الإصرار على ألا تتكرر هزيمتهم مرة أخرى !!
في حين مرت نفس الدقائق فى جانب الضباط بمنتهى الهدوء و السكينة .. كلٌ قد إتخذ مجلسه داخل الأتوبيس بنظام متفق عليه .. حيث الرتبة الأكبر تتخذ مكانها فى أول المقاعد ... و هو ما يعرف ب ( ضابط عظيم الأتوبيس ) , في حين تصطف باقى الرتب بالترتيب , إلى أن يتذيل الملازم الأول المقعد الأخير , و من لم يجد له مكاناً , فهناك أتوبيس ثانٍ و ثالث و رابع و .. و . !
دقائق أخرى مرت , و إنتهى المشهد تماماً , مابين إنتفاخ أتوبيسات العساكر بما تحتويه ! , و انصراف من لم يحالفه الحظ على أمل المحاولة فى اليوم التالي , و اصطفاف أتوبيسات الضباط دون أن تترك رتبه واحده خارجها .
إقتربت من أتوبيس الضباط فى خطوات فعلتها سابقاً , تبدأ بالوقوف على سلم الأتوبيس الأمامي , ثم محيياً الضابط العظيم بالتحية العسكرية الواجبه , ثم مقدماً نفسي بجملة أنطقها فى نفس واحد و دون فواصل
: أنا دكتور أحمد رفاعى يافندم طبيب اللواء 23 إنذار فرقة 12 خدمات طبية دفاع جوى يا فندم و نازل أجازة يافندم حضرتك ممكن تسمح لى أركب يافندم ؟
غالباً كان ينتهى الأمر بالسماح لى بالركوب فى المقعد الخلفى ( إذا ما كان هناك مكاناً شاغراً ) .... أو أجرب حظى مرة أخرى مع ضابط عظيم آخر فى أتوبيس آخر !
بدأت ما تعودت عليه مع ضابط عظيم الأتوبيس , و لكن هذه المرة كانت الجملة أطول قليلاً , حيث أضفت لها ( نازل أسجل يافندم فى حركة الدراسات العليا يافندم لأن بعد بكرة يافندم آخر ميعاد يا فندم)
قرأت فى وجه الضابط العظيم - ( و كان برتبة عميد )- علامات الموافقة منذ ذكرى كلمه ( دكتور ) , لكنه قبل أن يهم بالجملة التى أتمنى دوماً أن أسمعها ( إركب ورا ) , إلا أنه إلتفت إلى ( عقيد ) يجلس خلفه مباشرة , قائلاً لى
: حظك حلو يا دكتور !! معانا العقيد طبيب فتحى الجبلاوى , كبير أطباء المنطقة الغربية .. خد بقى الإذن من كبيركم .... ثم أطلق ضحكه عالية هو و من يجلس بجواره و ( كبيرنا ) الذى يجلس خلفه .
أعدت نفس الجملة الطويلة على مسمع ( كبيرنا ) , و لكن أزدت عليها إبتسامة , و نطقتها بهدوء أكثر , و لأول مرة أشعر بأن لى سند .. شعرت بأنى قبل أن أكمل الجملة سينتفض ( كبيرنا ) واقفاً , آمراً أن أنهى هذه الجملة فوراً , فنحن زملاء مهنه .. أطباء .. لا يجب أن ينسحب علينا مثل تلك العنصرية و التفرقة فى التعامل بين الضباط الأشراف و العساكر الأنجاس !!!
لكنه لم يأمرنى أن أتوقف عن تكملة الجمله !!
لم أفقد إبتسامتى و لا هدوئي , فإحترام الحياه العسكرية و المحافظة على قواعدها واجب أمام باقى الضباط حتى لا يُتهم ( كبيرنا ) بخرق قواعد العسكرية من أجل طبيب زميل !!
غفرت له ذلك , و أكملت جملتى , و كلي ثقة أنه قبل نهايتها سيطلب ( كبيرنا ) من العقيد الآخر الذى يجاوره أن يبحث لنفسه عن مقعد آخر حتى يخلي مكانه لى .. فنحن أطباء ..زملاء مهنة ... نفهم لغة بعض .. و الثمان ساعات من الممكن أن تجمع بيننا أكثر مما ستجمع بينه و بين مجاوره .. و هناك من المواضيع الكثير و الكثير التى يمكن أن نتناقشها و التى يمكنها أن تختصر تماماً طول السفر !
وصلت إلى نهاية الجملة , لكنه لم يطلب ممن يجلس بجانبه الإنتقال إلى مقعد آخر !!
... تفهمت ذلك تماماً , فيبدو أن فرحتى بوجود ( كبيرنا ) أنستني وجوب المحافظة على قواعد العسكرية التى تؤمن بتسلسل الرتب , قدر إيمانها بالله و رسوله !
.. تهيأت لتبوأ مقعدى فى آخر الأتوبيس , و مازالت الإبتسامة ترتسم على وجهى من الأذن إلى الأذن , فقط منتظراً أن أسمع من ( كبيرنا ) : ( إتفضل إركب يا دكتور ) , ... لكن هذه المره ستكون مختلفة .. بالطبع ستكون مختلفة .. ( إركب ورا ) شىء , و ( إتفضل إركب يا دكتور ) شيء تانى خالص !! ... نظرت بنفس الإبتسامة الواسعة إلى ( كبيرنا ) , الذى تحركت شفتاه , و تحرك معها قلبي رقصاً ... فقال :
: إنت دكتور ؟
: أيوة يافندم .. فى اللواء 23 إنذار حضرتك !
: هو بجد فيه تسجيل دراسات عليا دلوقتى ؟
: أيوة يا فندم , و آخر ميعاد للتقديم بعد بكرة , حضرتك !
... عض على شفته السفلية من الجانب , ثم قال و قد قارب بين حاجبيه :
: إنزل ياله !!
.. لم يستوعب عقلى ما قاله , فقد كان مُهيئاً لإستقبال جملة أخرى تماماً !!
تسمرت فى مكانى , و تسمرت ملامحى على ماكانت عليه !!!
إحتفظت كل الأشياء حولى , بسكونها المطبق , في حين لم يتحرك إلا شفتا ( كبيرنا ) مرة أخرى , لكن بصوت أكثر حدة..... إمتد من السائق , حتى الملازم القابع فى المقعد الخلفى :
: إنزل ياااااااااا له !!!
..صفعتنى الجملة الأخيرة بعنفٍ أكثر من العنف الذي قيلت به , كماء نارٍ ألهبت كل جسدى ..... فسرت قشعريرة تقمصتني من قمة رأسي حتى إخمص قدمى , تفاعَلت معها بعضٌ من دموعٍ أوجدت لها طريقاً رغماً عنى !!
مسحتها بسرعه , و إستدرت مرة أخرى مسرعاً إلى باب الأتوبيس ..... منطلقاً فى الصحراء ..... محرراً عيونى من قيودها ..... فاتحاً أبوابها على مصراعيها ...... لتبكي كما لم تبكي من قبل ........ و لا من بعد !!