مغامرة على طريق السيوف - العوايد - خورشيد
بناءاً على دعوة كريمة من أصدقاء لم أرهم منذ خمسة عشر عاماً , لبيت الدعوة و انطلقت فى الطريق الذى لم أسلكه منذ ذلك الحين ... رافقتني سيارتي... الجديدة على هذا الطريق , حيث كنت أقطعه وقتها بصحبة ( المشاريع ) , أو نادراً جداً ب ( تاكسي ) إذا ما داهمني وقت الدوام .. الطريق هو الطريق .. شارع الجلاء .. ثم شارع جميلة بوحريد ... ثم دوران من تحت كوبري العوايد .. ثم انطلاق فى طريق مستوي حتى خورشيد .. هذا ما كان يجري ... لكن ما جري بالأمس شىء فظيع .. فظيع .. ( على غرار محمود ياسين فى الرصاصة لا تزال فى جيبي ) ... حيث استحال الطريق نفسه إلى مضمار لسباق الديناصورات .. المطبات تسابقت فيما بينها .. أيها أكثر إرتفاعاً .. و أيها أكثر قدرة على معانقة ( بطن ) السيارة المسكينة !!!! ... ما بين كل مطب و مطب , كان هناك مطب آخر يفصل بينهم .. و ( التريللات ) القادمة عكس الطريق , تكاد أن تحتوى سيارتك بين عجلاتها , مثل عود تسليك الأسنان , يسبقها مظاهره كثيفة جداً من الغبار الذى أحال زجاج السيارة الأمامى بعد لحظات إلى لون رمادى , أفلحت مساحاتها فى إزالة جزء منه , بينما تحول الجزء الآخر إلى طين على جانبيه بفعل المياه المندفعة إليه ... سبعميت ألف توكتوك يتراقصون و يترنحون حولك من كل الإتجاهات , و كلٌ مسلح بكاسيت , مزود بسماعات صوتية صاخب صوتها , مع بعضها تعزف سيمفونية شاذة جداً تصم الآذان !!.. على جانبي الطريق ( الزراعى سابقاً ) , تزاحمت بيوت مع بعضها .. منها القصير المنبعج .. و منها الطويل الأهبل .. لكنها إختلفت فيما بينها , فرفضت أن تتجاور في إستواء واحد .. فجاء بعضها إما إلى الأمام قليلاً .. أو إلى الخلف كثيراً ... واجهات البيوت كادت أن تختفى وراء العديد من الأسلاك المتدلاه من فوق الأسطح , لتقتحم الشرفات .. أو وراء ملابس متدلاه على أحبال غسيلها .. أو وراء أطباق ساتالايت , توزعت بعشوائية داخل معظم البلكونات.
مازالت البيوت على حالاتها .. و الطريق على حاله ... و السيارة على ( غير ) حالها .. و معالم الطريق القديم المؤدي إلي المستشفى قد ضاع منى تماماً ... لم أجد بداً من أن أخرج من هذا ( السباق ) , لأريح ( الغلبانة ) شوية , و لأسأل عن الطريق الذى ضاع منى ... كان هناك صبي و قد أفرغ لتوه محتويات توكتوكه :
: شارع الرحمه فين لو سمحت ؟
: ما هو هو دا شارع الرحمه يا حاج !!!
حاج !!! يا نهار منيل !!! هو أنا عجزت للدرجه دي !!
: بس ده كان فيه مصنع هنا على القمة ؟؟
: إنت باين عليك جاي من العصر الحجرى يا والدى !! المصنع ده أبويا كان شغال فيه من 15 سنه و اتهد و اتبني مكانه القهوه دى , و الزايبر ده
: يعنى إيه ( الزايبر ) ده ؟
: ده انت ( مديع ) خالس يا عم الحاج .. الزايبر ده زى قهوه كده لكن على مستوى فِخِم شوية .. فيه كامبيوترات جوة و انتنت و ناس بتحاكى بعدتشيها فى الكامبيوترات .
: آآه ... قصدك سايبر .. طيب , و فين مستشفى السعد ؟؟ .. دى كانت هنا و ماكانش فيه و لا بيت واحد جنبها ؟
: بتاعه المعلم السعداوى ؟؟ .. موجودة يا حاج , ده حتى أبويا شغال فيها
: شغال فيها ايه بالظبط؟
: أبويا هو الساكيوراتو بتاع المستشفى , و كمان بيضرب حقن إذا لزم الأمر .. إنت شكلك جاي للضكطور فؤاد
: الدكتور فؤاد كشك , بتاع المسالك... هو لسه موجود ؟
: هأهأهأأأأووو .. شفت بقى هرشتك إزاى ؟؟؟ باين عليك الشقاوة من ( الشيل ) اللى حاطه على شعرك.. موجود يا عم الحاج , و شغال الله ينور , و العيانين عليه توابير توابير ... الله يسهل لك يا عمو ... أسيبك أنا عشان الدور بتاعى ما يروحش عليا .
انطلق بتوكتوكه , مختفياً فى سحابة من الغبار , قبل أن يطلق صوت سماعاته مرة أخرى لعنان السماء !!
بناءاً على دعوة كريمة من أصدقاء لم أرهم منذ خمسة عشر عاماً , لبيت الدعوة و انطلقت فى الطريق الذى لم أسلكه منذ ذلك الحين ... رافقتني سيارتي... الجديدة على هذا الطريق , حيث كنت أقطعه وقتها بصحبة ( المشاريع ) , أو نادراً جداً ب ( تاكسي ) إذا ما داهمني وقت الدوام .. الطريق هو الطريق .. شارع الجلاء .. ثم شارع جميلة بوحريد ... ثم دوران من تحت كوبري العوايد .. ثم انطلاق فى طريق مستوي حتى خورشيد .. هذا ما كان يجري ... لكن ما جري بالأمس شىء فظيع .. فظيع .. ( على غرار محمود ياسين فى الرصاصة لا تزال فى جيبي ) ... حيث استحال الطريق نفسه إلى مضمار لسباق الديناصورات .. المطبات تسابقت فيما بينها .. أيها أكثر إرتفاعاً .. و أيها أكثر قدرة على معانقة ( بطن ) السيارة المسكينة !!!! ... ما بين كل مطب و مطب , كان هناك مطب آخر يفصل بينهم .. و ( التريللات ) القادمة عكس الطريق , تكاد أن تحتوى سيارتك بين عجلاتها , مثل عود تسليك الأسنان , يسبقها مظاهره كثيفة جداً من الغبار الذى أحال زجاج السيارة الأمامى بعد لحظات إلى لون رمادى , أفلحت مساحاتها فى إزالة جزء منه , بينما تحول الجزء الآخر إلى طين على جانبيه بفعل المياه المندفعة إليه ... سبعميت ألف توكتوك يتراقصون و يترنحون حولك من كل الإتجاهات , و كلٌ مسلح بكاسيت , مزود بسماعات صوتية صاخب صوتها , مع بعضها تعزف سيمفونية شاذة جداً تصم الآذان !!.. على جانبي الطريق ( الزراعى سابقاً ) , تزاحمت بيوت مع بعضها .. منها القصير المنبعج .. و منها الطويل الأهبل .. لكنها إختلفت فيما بينها , فرفضت أن تتجاور في إستواء واحد .. فجاء بعضها إما إلى الأمام قليلاً .. أو إلى الخلف كثيراً ... واجهات البيوت كادت أن تختفى وراء العديد من الأسلاك المتدلاه من فوق الأسطح , لتقتحم الشرفات .. أو وراء ملابس متدلاه على أحبال غسيلها .. أو وراء أطباق ساتالايت , توزعت بعشوائية داخل معظم البلكونات.
مازالت البيوت على حالاتها .. و الطريق على حاله ... و السيارة على ( غير ) حالها .. و معالم الطريق القديم المؤدي إلي المستشفى قد ضاع منى تماماً ... لم أجد بداً من أن أخرج من هذا ( السباق ) , لأريح ( الغلبانة ) شوية , و لأسأل عن الطريق الذى ضاع منى ... كان هناك صبي و قد أفرغ لتوه محتويات توكتوكه :
: شارع الرحمه فين لو سمحت ؟
: ما هو هو دا شارع الرحمه يا حاج !!!
حاج !!! يا نهار منيل !!! هو أنا عجزت للدرجه دي !!
: بس ده كان فيه مصنع هنا على القمة ؟؟
: إنت باين عليك جاي من العصر الحجرى يا والدى !! المصنع ده أبويا كان شغال فيه من 15 سنه و اتهد و اتبني مكانه القهوه دى , و الزايبر ده
: يعنى إيه ( الزايبر ) ده ؟
: ده انت ( مديع ) خالس يا عم الحاج .. الزايبر ده زى قهوه كده لكن على مستوى فِخِم شوية .. فيه كامبيوترات جوة و انتنت و ناس بتحاكى بعدتشيها فى الكامبيوترات .
: آآه ... قصدك سايبر .. طيب , و فين مستشفى السعد ؟؟ .. دى كانت هنا و ماكانش فيه و لا بيت واحد جنبها ؟
: بتاعه المعلم السعداوى ؟؟ .. موجودة يا حاج , ده حتى أبويا شغال فيها
: شغال فيها ايه بالظبط؟
: أبويا هو الساكيوراتو بتاع المستشفى , و كمان بيضرب حقن إذا لزم الأمر .. إنت شكلك جاي للضكطور فؤاد
: الدكتور فؤاد كشك , بتاع المسالك... هو لسه موجود ؟
: هأهأهأأأأووو .. شفت بقى هرشتك إزاى ؟؟؟ باين عليك الشقاوة من ( الشيل ) اللى حاطه على شعرك.. موجود يا عم الحاج , و شغال الله ينور , و العيانين عليه توابير توابير ... الله يسهل لك يا عمو ... أسيبك أنا عشان الدور بتاعى ما يروحش عليا .
انطلق بتوكتوكه , مختفياً فى سحابة من الغبار , قبل أن يطلق صوت سماعاته مرة أخرى لعنان السماء !!